”مَنْ كان يعبد دولة ٥٦ فإنها قد ماتت“.
📌التنوير الذي قدمه ياسر العطا في منتصف 2024 هو أهم تنوير لضباط الجيش على الإطلاق، لإنه شرح مسارات الحرب ( الحسم العسكري، التقسيم ).
📌تدمير مركز الثقل الإقتصادي ( الخرطوم) والخسارة التي فاقت الـ 200 مليار دولار حسب التقديرات المصرية، جعل السودان دولة فقيرة غير قادرة علي شراء السلاح بالكميات اللازمة لعملية عسكرية كبيرة لتحرير دارفور.
📌 كانت حسابات قادة الجيش مبنية على الدخول في حلف إستراتيجي مع دولة كبيرة، بغرض الحصول على السلاح الكافي لإلحاق هزيمة عسكرية ساحقة بالدعم السريع، كانت هذه الخطة ترتكز على الحصول بسرعة على تسليح كبير ثمَّ بناء قواعد متقدمة في ( الأبيض، بابنوسة، الفاشر) للعمليات المتقدمة بعد تحرير الخرطوم كما صرح ياسر نفسه.
📌 إتجه قادة الجيش لروسيا كحليف إستراتيجي للحصول على التسليح الكافي كما صرح ياسر في التنوير، شرط روسيا كان الحصول على إمتيازات التعدين والقاعدة البحرية، المشكلة أن روسيا بسبب حوجتها المُلحّة للذهب تربط موضوع التسليح بالذهب والأهم هو أنها كما أوضحت غير مستعدة للبقاء يوماً واحداً في السودان إذا لم تُسفر عمليات التنقيب عن الذهب عن كميات تعتبرها هي ”كافية“ لمنح التسليح وهو ما دفع قادة الجيش لمراجعة موقفهم، بالإضافة إلى الضغوط السعودية المصرية، إذاً التحالف مع روسيا غير مضمون وما حدث في سوريا دليل دامغ.
📌 الصين ترى في تبادلها التجاري مع الإمارات قيمة إقتصادية أقوى من الثروات الموجودة للسودان، ورغبتها في أن تلعب الإمارات رئة يتنفس منها الإقتصاد الصيني عندما تبدأ شن حربها على تايوان لذلك غضّت الطرف عن تزويد الدعم السريع بمسيرات Wing Long ومنظومات الدفاع الجوي FNK2000، وتحجحت بالعقوبات حتى لاتبيع للجيش السلاح.
📌 مصر، قطر، تركيا، السعودية هذه الدول جميعها تُعتبر حليفة للولايات المتحدة وتشاركها نفس الرؤية وهي ”أن هذا الصراع لايمكن حسمه عسكرياً“، ولن تخاطر بإغضاب الولايات المتحدة وتُقدِّم دعماً سخيّاً للجيش حتى يُلحق هزيمة ساحقة للدعم السريع الذي تدعمه الإمارات الحليف الرئيسي للولايات المتحدة وإسرائيل في المنطقة.
📌 ما يحدث الآن هو أن الجيش يُقاتل بغرض الوصول إلى نموذج مناطق السيطرة، يظهر ذلك في تصريحات قادته التي أجمعت على ذلك ”ينسحبوا لمناطق تقبل بيهم“، وهو رأي عام داخل المؤسسة لأسباب موضوعية كثيرة سأتطرق لها في مقال منفصل بعنوان ”لماذا لن يذهب الجيش إلى دارفور؟“
📌 الجنجويد من جانبهم بعد أن تم إنهاكهم في هذه الحرب َصاروا غير قادرين على دفع كلفة غزو مجتمعات الشمال، ذهبوا بعد أن أمنّوا الفاشر وأمنّوا كذلك حواضن المسيرية في بابنوسة وهجليج، الآن في طريقهم لجنوب كردفان ( الدلنج، كادقلي) للسيطرة عليهما وتأمين حواضن الحوازمة والمسيرية حسب مخططهم الذي ذكره ياسر العطا نفسه، وهذا التقدم له ثلاثة أسباب رئيسية على عكس ما يظن الناس :
الأول : هو تأمين حواضنهم وتصفية وجود الجيش في تلك المناطق.
الثاني : هو أن يفاوضوا العرب الموجودين في الشمال الكبير والشرق عبر إبتزازهم بالتقسيم إذا لم يسمحوا لهم بلعب دور سياسي مجدداً.
الثالث : هو إرسال موجات ضخمة من النازحين من قبائل الزُرقة إلى مناطق الشمال الكبير ( سماح الجنجويد بخروج الزغاوة إلى معسكر العفاض مثلاً) ، حتى يُصبح على عاتق الشماليين القبول بالجنجويد مقابل رجوع هؤلاء النازحين إلى مناطقهم، أو أن يظلوا في مناطق الشمال وهو ما سيؤدي إلى إضطرابات تُضعف الدولة مستقبلاً.
📌 لكن السؤال الذي يطرح نفسه : هل ستقبل مجتمعات الشمال الكبير بالجنجويد بعد كل ما فعلوه؟
الإجابة واضحة : السماء أقرب، وهو ما يعني أن المفاوضات ستكون على التقسيم.
📌 السؤال الثاني الذي يطرح نفسه : هل من الممكن أن يهجم الجنجويد علي الأبيض أو الدبة؟
الإجابة : وارد جداً، لكنها هجمات بغرض إحداث زعزعة وإجبارنا على القبول بهم، وستكون هجمات محدودة بسبب الإنهاك الذي حدث لهذه المجتمعات على مستوى العناصر البشرية المُدربة على القتال، تُشبه إلى حد كبير هجمات الحركة الشعبية على هجليج وأبو كرشولا.
📌 لذلك الإستنفار وتكوين قوات خفيفة لحراسة حدود الدولة الجديدة من أبناء المجتمعات الموالية للدولة هو واجب اللحظة، وهو ما سيضمن حصر الدعم السريع في حدود حواضنه.
📌 نحن الآن نشهد موت سودان ونجت باشا، والعودة إلى نموذج سنار التاريخية، بعد فشل وحروب مستمرة لمدة سبعين عاماً.
تعليقات
إرسال تعليق